رياضة ماهر بن عيسى ( رئيس مستقبل المرسى) : يوم تصبح لـ«القناوية» ميزانية بـ 7 مليارات سنفوز بالبطولة
ضيفنا اليوم هو ماهر بن عيسى رئيس المستقبل الرياضي بالمرسى الذي فتح قلبه لـ «أخبار الجمهورية» وتحدّث عن حاضر ومستقبل «القناوية» كما صوّب سهامه نحو أعضاء الجامعة التونسية لكرة القدم وكذلك الرابطة الوطنية المحترفة، وتجرّأ أيضا على فضح ما يحصل في كواليس التحكيم التونسي وقدّم في الملف ذاته مقترحا كفيلا - حسب رأيه- بإعادة الثقة في مجال التعيينات الخاصة بقضاة الملاعب..
هذا فضلا عن عدّة محاور أخرى تطرّق لها ضيفنا المعروف بأخلاقه العالية.. «توب» إلى الحوار:
i لننطلق في حوارنا بتقييمك لبداية فريقك مستقبل المرسى هذا الموسم؟
صراحة إنطلاقة الفريق الأوّل لم تكن في مستوى التحضيرات الكبيرة التي خضعت لها المجموعة بصفة مبكّرة ولا كذلك في مستوى النتائج التي تحقّقت في المباريات الوديّة، بمعنى أنّ ما تحقّق من نتائج لم يكن بحسب ما تمنّيناه، علما وأنّ عامل الإصابات التي طالت بعض اللاعبين قد ساهمت في هذه البداية المتوسطة، لكن الاكيد أن أبناء منذر الكبير من هنا الى حدود الجولة الثامنة أو التاسعة سيمرّون الى السرعة القصوى..
i هل يجوز القول إن «إخلال» «الكوتش» شهاب الليلي بواجباته تجاه الفريق في مستهلّ التحضيرات الصيفيّة قد خلق نوعا من اللّخبطة في مستقبل المرسى؟
نعم نوعا ما، خاصّة وأنّنا كهيئة كنّا إتّفقنا منذ قرابة ثلاثة أشهر من نهاية الموسم الفارط مع المدرّب شهاب اللّيلي على كلّ كبيرة وصغيرة، لكن بعد أن إختار هذا المدرّب طريقه بأسلوب مفاجئ، غيّرنا وجهتنا نحو المدرّب القدير والمتخلّق منذر الكبيّر.
وفي هذا السياق أقول إنّه رغم ما حصل فإنّ الفريق إنطلق في تحضيراته منذ يوم 15 جوان الفارط تحت إشراف الثنائي المتكوّن من المدرب المساعد والمعدّ البدني مناف النابي الذي قام بعمل كبير ومدروس قبل إنتقاله للعمل في المغرب وقبل أن يلتحق شهاب اللّيلي بعد شهر بالمجموعة لكنّه في وقت قياسي خيّر مغادرة الفريق لأسباب لا تخصّ إلّا سواه وهو ما مسّ عناصرنا من الناحية المعنوية قبل أيّ شيء آخر..
i لماذا لم يقع تجديد عقد المدرّب عادل السليمي؟
لا ننكر أن عادل السليمي عمل بإخلاص في مستقبل المرسى منذ أن مسك بزمام الأمور في شهر جانفي 2014 بعد هروب «دراغان»، لكن صراحة أعترف أنّنا كهيئة كانت عيوننا على شهاب اللّيلي منذ الموسم قبل الفارط وهذا ما باركه المستشار الفني علي السلمي الذي تحمّل مسؤولية إختيار المدرّب المناسب للفريق الأوّل.. باعتبار وأنّ كفاءة سي علي تسمح له بالنجاح في إختياراته، هذا علاوة على أنّني كرئيس جمعية أعرف حدودي ولا أسمح لنفسي بحشر أنفي في المسائل الفنيّة.. وبالمناسبة أقول :« إن أبواب العودة تبقى مفتوحة في وجه المدرب «المليان كورة» ونعني به عادل السليمي متى أراد المكتوب ذلك»..
i لماذا أصبحتم في مستقبل المرسى، تعتمدون على سياسة بيع نجوم الفريق ومقابل ذلك تكون الانتدابات مركّزة على أسماء تبدو أقلّ شأنا من الناحية الكروية؟
بالنسبة لنا كهيئة لا نبحث إلّا عن ضمان التوازن المالي للجمعية، لذلك تجدنا مضطرّين بعد قضاء بعض اللاعبين لمسيرة 3 أو 4 سنوات مع مستقبل المرسى للتفريط فيهم الى نوادي أخرى وذلك تلبيية لطموحاتهم وكذلك لضمان سيولة مالية تساعد الفريق على مجابهة مصاريف تهدّ الجبال، هذا دون نسيان أن الهيئة المديرة لمستقبل المرسى تريد التعامل بواقعية وشفافية مع لاعبيها الذين فيهم من يطمح إلى الحصول على جرايات ومنح كبيرة لا تتماشى والقدرة المالية للجمعية لذلك نقوم بتسريحهم لما فيه فائدة اللّاعب والفريق..
كما أعترف أن «المرسى ولّادة» ولا تتوقّف على أيّ لاعب مهما كانت إمكاناته وإسمه..
i ماهو تقييمك لعمل المدرّب منذر الكبيّر؟
كرئيس جمعية أتابع فريقي بصفة يومية، أعترف أنّني راض تمام الرّضاء على عمل الطّاقم الفنّي بقيادة سي منذر الكبيّر، لكنّني لست راضيا على النتائج المحقّقة الى حدّ الآن رغم مجهودات اللّاعبين في التمارين والمباريات..
i لو تحدّثنا عن الوضعية المالية لمستقبل المرسى في ظلّ معاناة جلّ الفرق من هذا الجانب؟
ما لا يعلمه عامّة الناس أن مستقبل المرسى لأوّل موسم تتجاوز ميزانيته 3 مليارات ويحصل على فائض بقيمة 70 ألف دينار بعدما سدّدت الهيئة كلّ ما عليها تجاه اللاعبين والأطر الفنيّة والمزوّدين، علما وأنّه لا يوجد لاعب واحد في فرع كرة القدم تقدّم بقضيّة ضدّ الجمعية لعدم حصوله على مستحقّاته وهو ما يحسب للمسؤولين في هذا الظرف الاقتصادي المتردّي الذي تمرّ به البلاد وأثّر على كلّ الفرق في تونس تقريبا.
i وما السرّ في إستقرار الوضع المالي؟
منذ حوالي 4 سنوات إعتمدنا على سياسة التّعويل على اللاعبين المتكوّنين في مركز تكوين الشبان التابع لمستقبل المرسى وذلك للحدّ من المصاريف الطائلة التي تخصّص للإنتدابات، فضلا عن ذلك فإنّ مدارس التكوين وكراء المنشآت الرياضية تدرّ علينا سنويّا مبلغ في حدود 750 ألف دينار والمعلّقات الإشهارية على الطريق العام توفّر للجمعية مداخيل نحو 700 مليون في الموسم الواحد أمّا بقيّة المداخيل فهي متأتية من بيع اللاعبين.. وفي المقابل تجدنا نتابع بعض اللاعبين الممتازين والمنتهية عقودهم لانتدابهم بأقلّ التكاليف وهو ما يحمي الهيئة من إهدار المال في انتدابات مكلّفة..
i في ظلّ تطرّقكم لملف الانتدابات، من هو اللاعب الذي رغبتم في انتدابه هذا الموسم وفشلتم في ذلك؟
اللّاعب علاء الدين البوسليمي رغب في القدوم الى مسقبل المرسى لكن ذلك لم يتمّ..
i هذا اللّاعب صرّح أن المدير الرياضي للنادي الافريقي هو من منعه من القدوم إلى «القناوية »، فهل إلى هذا الحدّ علاقتكم متوتّرة مع نظرائكم في نادي باب الجديد؟
لا .. بتاتا علاقتنا متينة برجال النادي الافريقي، رغم أنّنا كنّا ضدّ التفريط في شبّان مستقبل المرسى الى أيّ فريق مهما كانت درجة الإغراءات..!
i ماذا ينقص فريقكم للعب من أجل الألقاب؟
سياستنا الحالية تعتمد على توفير كلّ المقوّمات التي تسمح للفريق بضمان المرتبة الخامسة لمدّة 3 أو 4 سنوات قادمة، ثمّ عندما يكتسب اللّاعبون الممتازون من خرّيجي مركز التكوين الخبرة اللازمة بالتوازي مع إنجاز مشروع جديد يتمثّل في بناء ملعب عصري لفريق مستقبل المرسى ومركّب تجاري يوفّر للجميعة في الموسم الواحد ما قيمته 3 مليارات بحسب الدراسة التي قامت بها الهيئة وصادقت عليه الجلسة العامّة وقدّمناه الى بلدية المرسى..
في كلمة، عندما يتوفّر الإستقرار المالي وتتوفّر البنية التحتيّة اللّازمة وتصبح ميزانية الجمعية في حدود 7 مليارات سيصبح اللّعب على الألقاب حقّا مشروعا لمستقبل المرسى..
i الحارس زياد الجبالي صعدت أسهمه بسرعة الصّوت ثمّ إختفى على الأنظار، لماذا؟
صحيح أنّ زياد الجبالي فقد التركيز المطلوب في أواخر الموسم الفارط وهو ما مكّن الحارس يوسف الطرابلسي من إفتكاك مكانه عن جدارة واستحقاق، قبل أن يعود زياد لحراسة أخشاب الفريق في أوّل جولة ضدّ جمعيّة جربة، حيث تعرّض الى إصابة على مستوى الكتف وهو الآن يتدرّب على أن يعود في مباراة النادي الإفريقي إذا ما قرّر الإطار الفنّي ذلك.. من ناحية أخرى لا بدّ من الإعتراف أنّه يوجد في الفريق 4 حرّاس من الصّنف الممتاز وهو ما يجعل الأماكن في التركيبة الأساسيّة باهضة الثّمن..
i لنغيّر مجرى الحديث ونغلق ملف مستقبل المرسى، يقال في الكواليس إنّ ماهر بن عيسى يرغب في الإنضمام إلى المكتب الجامعي القادم وبدأ يشتغل على هذا الملف فما حقيقة ذلك؟
«موش صحيح»، هناك أطراف تودّ الزجّ بإسمي في هذا الملف، لكنّي أقولها علنا على أعمدة «أخبار الجمهورية» بأنّ ماهر بن عيسى لا طموح له في هذا الشأن - على الأقلّ حاليّا - وذلك كقناعة منّي بشرعية المكتب الجامعي الحالي الذي يجب أن يواصل مهامه الى حدّ نزول السّتار على مدّته النيابية في 2016 ثم لكلّ حادث حديث..
i لكن هذا لا ينفي وجود إحترازات عندك تجاه هذا المكتب الجامعي؟
بقدر ما أحترم الهياكل الرياضية الشرعية، فإنّي من المسؤولين الرّياضيين الذين لا يتردّدون في نقد الظّواهر المسيئة للكرة التونسية وتقديم بعض الحلول بحكم إتّصالي بأعضاء الجامعة والرّابطة الذين يأخذون بنصائحي أحيانا وأخرى لا!
i لم تقل لنا ما هي إحترازاتك على الجامعة؟
دعنا نتحدّث بصراحة، فهذا المكتب الجامعي لم ينجح في أهمّ ملف وهو قيادة المنتخب إلى كأس العالم الفارطة، ولم يقم بالجهود اللازمة في ملف الإستشهار وجلب الموارد المالية للكرة التونسية..
i ما رأيك في من يدّعون أنّ هذا المكتب الجامعي يمارس في سياسة المكيالين بين الفريق؟
يجب الإقرار بأنّ كلّ أعضاء الجامعة أو الرابطة لهم ميل خاص لهذا الفريق أو الآخر، وأنّ الإنتماء لهذا النادي أو الآخر يحدّد مدّة العقوبة الصادرة من أعضاء الرابطة، فهذا اللاعب يحصل على عقوبة بـ 6 أسابيع والآخر يأتي الصنيع نفسه فيحصل على عقوبة بـ 4 مقابلات وهو ما يعني أن سياسة المكيالين موجودة في كرتنا..
i هناك حديث عن الرّشوة والمحاباة في سلك التحكيم، فماذا تقول في هذا الشأن؟
نعم هذه الأمراض موجودة في التحكيم التونسي، مثلما يوجد حكّام «نظاف» وممتازون، لكن أهمّ إشكال حسب رأيي في التحكيم التونسي هو أن تعيينات الحكام تتمّ في إطار «فيه وعليه» وغابت عنه الشفافية وهو ما يحتّم مستقبلا إجراء التعيينات كلّ يوم خميس - مثلا- في «بلاطو» إحدى الإذاعات أو القنوات التلفزية بصفة علنيّة وعن طريق القرعة تتمّ التعيينات وهو ما سيساهم في عودة الثقة لتعيينات الحكام.. وفي هذا السياق أقول إن بطولتنا حاليا مازالت في بدايتها، لكن الخوف كلّ الخوف أنّه بتقدّم الجولات سيحمي الوطيس وستبرز وقتها سياسة «الترقيع» وإرضاء هذا الفريق على حساب الاخر وهو ما يحتّم حضور الشفافية في التعيينات لتفادي عديد الإشكالات..
i كيف هيّ علاقتك ببقيّة رؤساء الأندية؟
الحمد الله علاقتي طيّبة بكل الرؤساء، وأنا هنا لأتواصل مع الجميع بطريقة حضارية وكذلك للدفاع على مصالح مستقبل المرسى بكلّ قوّة في إطار القانون والأخلاق..
i بماذا تمضي على خاتمة هذا الحوار؟
أتمنّى بعد بروز نواة جديدة لمنتخب وطني محترم شرّفنا ضدّ المنتخب المصري أن تكون الإنطلاقة الحقيقية للكرة التونسية هذا الموسم بعيدا عن كل أشكال العنف والفوضى والحسابات الضيقة، كما أتمنى أن يرى مشروع بناء مركّب تجاري في ملعب عبد العزيز الشتيوي بالمرسى النّور لما فيه خير ومصلحة ومستقبل فريق الضاحية الشمالية.
حاوره : الصحبي بكار